الانتقال للمرحلة الجامعية

هذه المقالة كُتبت لفائدة طالبات وطلاب مرحلة التوجيهي في المدارس الحكومية خريجات وخريجي 2019   

اكتب لكم موضوعي اليوم وانتم على اعتاب تخرج، انهيتم امتحانات منتصف الفصل، واستلمتم جدول الامتحانات النهائية، وعلى الارجح بأنكم في مرحلة الاستعداد لها، ولكن الاستعداد في هذه المرة يختلف عن الخمس السابقات؛ فهناك موضوع يشغل مساحة كبيرة من تفكيركم، الا وهو موضوع الجامعة، فالجامعة كانت تشكل بالنسبة لي كذلك وانا في مثل عمركم هذا علامة استفهام كبيرة فيما يخص تخصصاتها وكلياتها ونظامها، لذا قررت ان اكتب لكم هذا الموضوع لأنني في مثل هذا اليوم قبل سنة تمنيت لو ان هناك مثل هذا المقال بالعربي ولم اجد. المقال  يضم المهام الثلاث الرئيسية للانتقال للجامعة خطوة بخطوة وهي كالتالي: اختيار التخصص والجامعة، التقديم للجامعة واخيراً الدعم المادي (البعث والمنح)، بالإضافة إلى الفرق بين المدرسة والجامعة.

1-اختيار التخصص والبرنامج الأكاديمي أو الجامعة

أ. اختيار التخصص 

من اهم القرارات في الحياة؛ فهو قرار مصيري بالدرجة الاولى. فاختيار التخصص والشريك الحياة قرارين سوف يلازمان المرء على مدى حياته، فكن حذراً وانتقائياً في اختيارهما. وقبل المضي قدماً في الموضوع، اوصيكم وعن تجربة شخصية بالانضمام لبرنامج " كيز keys"، فالبرنامج سيسهم في الهامكم الطريقة الصحيحة لاختيار التخصص، بشكل اعمق وباحترافية اكبر عن طريق الورش ومحاضرات الإخصائيين في اتخاذ مثل هذه القرارات، للتواصل مع الفريق انستقرام فريق برنامج كيز ،كما احب ان اوصيكم ايضاً بالسؤال والاستعانة بأهل الخبرة واعني طلبة التخصص نفسه من مختلف المراحل: سنة اولى، ثانية، ثالثة، رابعة والخريجين أو حتى من قامو بالتحويل من تخصصكم المطلوب الى تخصص آخر، واضع بين ايديكم ماقام به اخي ناصر صلاح من مجهود -جزاه الله خير عليه- سهل المهمة على الكثير منكم بعد ان قام بتوفير قائمة باسماء وانستقرام اشخاص على كامل الاستعداد للاجابة على كافة تساؤلاتكم الخاصة بالتخصص في مختلف المراحل،  الجدول المزود بمعلومات الاشخاص المستعدين للإجابة عن تساؤلاتكم . أو باستشارة المختصين (اخصائي الارشاد الاكاديمي) الموجودين في كل كلية للحصول استشارة احترافية وبأبعاد اوسع.



ب.اختيار الجامعة التي تطرح البرنامج الاكاديمي الافضل والانسب :

لاختيار الجامعة يوجد ثلاثة معايير على الطالب البحث عنها في البرنامج الاكاديمي الافضل والانسب: الإعتمادية، الثقة والتنافسية، وقد قمت بصياغتها على شكل ثلاث اسئلة يجيب عليها ثلاث جهات معتمدة في البحرين، قم بالضغط على اسم الجهة ليأخذك للموقع مباشرةً :



1. الإعتمادية:هل الجامعة معتمدة في البحرين ؟ 
الإعتمادية (موصى بها-غير مذكور في قائمة الموصى بها-غير موصى بها) 



2. الثقة:هل البرنامج الاكاديمي منافس محلياً؟ 

الثقة (جدير بالثقة - قدر محدود من الثقة -غير جدير بالثقة)

هيئة ضمان الجودة

3. التنافسية:ما مدى تنافس البرنامج الاكاديمي عالمياً؟ 

QS


شرح طريقة استخدام المواقع الثلاث










ارفق لكم قائمة بترتيب الجامعات عالمياً وفقا لتقييم QS العالمي في البحرين
تنبيه : القائمة تتحدث سنوياً ، يرجى البحث والتأكد شخصياً.

2-التقديم القبول والتثبيت 


أ.التقديم للجامعات

 يبدأ في نهاية شهر ابريل ويمتد إلى نهاية مايو ، طبعاً التقديم للجامعات الخارجية يتم في تواريخ ابكر من ذلك، كما ومن الممكن ان يتم التقديم على مراحل. معظم الجامعات تكون اول مرحلة عن طريق الموقع الالكتروني،  ستكون بحاجة الى بطاقة البنك لدفع الرسوم بالاضافة الى البطاقة الشخصية للمعلومات (CPR). يتم الاعلان عن بدء مرحلة التسجيل في الجرائد، مواقع التواصل الاجتماعي، و المدارس عن طريق الزميلات/ الزملاء  أو المرشدين المهنيين .
 

ب. القبول للجامعات معياري يختلف


  البعض الجامعات تتطلب فقط الامتحان العالمي لقياس اللغة الإنجليزية IELTS درجة 6/9 مثل :BIBF ، تخصص الطب في RCSI ، ....



البعض يطلب تخطي امتحان خاص فيه مثل : جامعة الخليج العربي، بولتكنيك، كلية المعلمين، جامعة البحرين (تخصصات معينة) ،...



البعض يتطلب تخطي مقابلات شخصية مثل: جامعة البحرين ، الخليج العربي ، تخصص الإعلام ..



هذا والبعض الآخر يتطلب حد ادنى من المعدل مثل : 95 % للطب في الإيرلندية ، 75% في BIBF





لذلك يرجى التواصل مع الجامعة والاطلاع على متطلباتها؛ للتأكد من اي تحديث للمعلومات والتحضير المسبق للقبول



في حال لم يتم قبولك في التخصص المطلوب لاتظن بأنك شخص سيء اكاديمياً، ابداً! انت لم تُقبل لأن المكان لايناسبك ببساطة.



ج. تثبيت القبول والاوراق المطلوبة




يتم من خلال دفع مبلغ 100 -200 دينار عن طريق الموقع الالكتروني للجامعة المطلوبة، أو من خلال خيارات الدفع الأخرى -سداد مثلاً- وتقديم الأوراق المطلوبة. في الصورة المرفقة قائمة توضح الاوراق والمستندات المطلوبة، طُلبت مني شخصياً.

يوجد احتمالية بتغيرها من سنة لأخرى لذا يرجى التأكد.

3- الدعم المالي (البعثات والمنح)


الدعم المالي مهم جداً في المرحلة الجامعية، التقديم لبعض الجامعات - الإيرلندية مثلاً - مبني تماماً على احتمال حصولك على دعم مالي اذا كنت خريج من مدرسة حكومية، وبالتحديد للطلبة من ذوي الدخل المحدود إلى متوسط. ارفق لكم ادناه قائمة بجهات الدعم المالي - على حد علمي المتواضع- وطريقة الاتصال غيها والفئة المستهدفة للإستفادة من الدعم.هذا و لا تتردد للحظة في سؤال العاملين في عمادة القبول والتسجيل أو المحاسبة عن الجهات التي توفر الدعم للطلبة في جامعتهم، فمن الممكن ان يقدموا مقترحات لجهات جديدة اخرى!
 يرجى التواصل مع الجهة والتدقيق أوتحديث المعلومة لمطابقة المعايير















الفرق بين بين المدرسة و الجامعة
عند الانتقال للمرحلة الجامعية، ستطرأ مجموعة من التغيرات في نفس الوقت! عليك التعامل معها جميعاً حتى تكسب الأمور لصالحك .تتلخص هذه التغييرات في: النظام الدراسي، البيئة، المحيط الاجتماعي ودرجة الاعتماد على النفس، سنتطرق لكل نقطة على حده بالتفصيل

أ.النظام الدراسي

اعتقد مختصر الفرق بين الجامعة والمدرسة يتلخص في الحرية ، في الجامعة انت مخير اي سنة تريد التخرج؛ فأنت من يصمم الخطة الاكاديمية بحسب قدراتك ومهاراتك ودرجة تعاطيك مع المواد ، انت مخير في حضور المحاضرات ، كما انك مخير بالتفاعل مع دكتور المقرر في المحاضرة أو لا،  وانت مخير بالدراسة متى ماقررت بأن تجعلها من اولوياتك، فأنت باختصار من يحدد اذا  كنت ستستفيد أو لا، ولا يوجد اي عواقب لمعظم ماتم ذكره، عدا الغياب طبعاً وتكرار الرسوب؛ فالاجراء المتبع من الجامعة على هذا الموضوع هو طرد الطالب، فلا يقتصر الموضوع على الانذارات كما هو الحال في المدرسة.

بعد ما كان حمل الدراسة مقسم بنسبة 70% على المعلمين، و30% على الطالب في المدرسة ، من تجربتي الشخصية ارى بأن هذه النسبة ستكون عكسية في الجامعة، وذلك في كل الجامعات في العالم بإختلاف انواعها ونظام التسجيل فيها، تجد وبصريح العبارة عبارة "انت اساس العملية التعليمية وانت المسؤل الاول عن نجاحك ورسوبك، فنجاحك ورسوبك ليس له علاقة بالمعلم ولن يحاسب او يسائل عليهما، او حتى يكافئ على تفوقك!"، قد تختلف النسب طبعاً باختلاف الجامعات ونوعها، فمثلاً نسبة الاعتماد على الدراسة الذاتية ترتفع في نظام الانتساب، الجامعات المفتوحة والمعاهد،  بينما تقل مثلاً في الجامعات الحكومية وهكذا .



البحث الجامعي، يعتبر كفكرة مشابهة لفكرة المشروع في المدرسة، حيث يطلب منك دكتور المقرر ورقة بحث علمي قد تكون بمستوى بحث أو مقالة مطولة تتضمن رأيك وافكارك الشخصية تجاه موضوع معين، مع دعمها بالأدلة والحجج مثل: الإحصائيات، المنطق، مقولات، وتجارب ، ... إلخ. فيتم التركيز من قبل الجهة التعليمية على ان يتضمن البحث على الاصالة الفكرية (الافكار الخاصة والشخصية) فذلك من اهم معايير تقييم البحث، على ان يكون خالي من السرقة الأدبية أوتكون نسبة الاقتباس قليلة ومقبولة وإلا تم محاسبة الطالب على ذلك ويُرفض بحثه. البحث الجامعي وسيلة للتعبير عن افكارك وتحليلاتك للمواضيع التي قد تم طرحها في المحاضرات مسبقاً، مع عرض مقترحاتك للتطوير، فمن منا لا يحب ان يُأخذ برأيه؟

*البحث الجامعي والاهتمام بالسرقة الادبية موجود في جامعات معينة في البحرين مثل: بولتكنيك،الايرلندية،كلية المعلمين ...(إلخ.).

ب.البيئة:

البيئة الجامعية مختلفة عن المدرسية في المساحة، فسوف تتحول التخصصات المدرسية (ادبي وعلمي وتجاري)  كليات في الجامعة تتضمن تخصصات ، وستضاف لها كليات أخرى جديدة مثل كلية تقنية المعلومات ، كلية الهندسة ، كلية العلوم الصحية ، كليات الطب ، ... إلخ. في مدارسنا الحكومية نتدرج حتى في مخالطة الناس، فمثلاً في الابتدائي نبدأ بقريتنا ثم تتسع الدائرة بالتدريج، وعلى عكس ذلك في الجامعة؛ فستكون البيئة اكبر، بها مختلف اطياف البحرين والخليج والعالم بشكل عام، بالاضافة الى وجود محاضرين عرب واجانب ، وهذا مايميز الجامعة، فاعتبرها فرصة للتعلم. كما ان عدد الطلبة يتجاوز ماكنت تعرف في تخصصك ودفعتك، بل وحتى عن مجمل طلبة مدرستك، لذا احرص على التعرف على عدد لابأس به من زميلات وزملاء الدفعة بما يساهم في الدفع بك اكاديمياً للامام، كما واحرص على التعرف على دكاترة المقررات شخصياً فذلك سوف يساهم في تكوين علاقة طيبة وفق الاطار الاكاديمي. نعم ستفتقد لـ "لمة" الصف وروح الوحدة فيه؛ لأن في اغلب الكليات من  يحضر معك في المحاضرة الاولى لن تجده في المحاضرة الثانية. بالتأكيد وداعاً للملابس الرسمية (المريول والبنطلون)، الوداع للطابور الصباحي ، الوداع للجرس ، والوداع لصراخ الاداريين " دشوا الصف".

ج.المحيط الاجتماعي

ستشعر بالفرق ياخريج المدرسة الحكومية بوجود الجنس الآخر فجأة في العملية التعليمية (الذكور والإناث)، سواء زملاء/ زميلات أو دكاترة وحتى اداريين، لربما قد تجد الوضع في البداية مربك وغير مريح، ولكن في النهاية هذه منظومة تعليمية ستعتاد عليها. وبالغالب لن تضطر للاحتكاك بهم –وخصوصاً احتكاك الاناث بالشباب- ، ففي اغلب الجامعات تكون جماعات البنات في جهة والشباب في جهة آخرى. كما وان في المشاريع غالباً ماتكون مخير مع من تريد العمل، وحتى وقت العرض كلما كنت جاد في ماتقوم بتقديمه لن تسمع اي تعليقات –وخصوصاً من الشباب-. يشتكي بعض الطلبة من فكرة زملاء المصلحة في الجامعة، يتعرف عليك لمدة كورس من اجل المنفعة الاكاديمية وبعدها  "يستخسر" حتى السلام، ولكن خمن ذلك، فأنت سبق وقد واجهت مثل هذه الفئة في المدرسة، فما الجديد؟ فكل ماتغير ان المدة قد قصرت من سنة لكورس والحمدلله. قد سبق ان سمعت ايضاً لمجموعة من ان الطلبة عبارة "مافي صداقات في الجامعة"، وتفسير ذلك ان بعض الاحيان يشعر بعض الطلبة بالمنافسة من قبلك ويصنف هذه المنافسة على انها عداوة، فكل منافس عدو! خصوصاً في كليات الطب، للأمانة لست طالبة طب ولكن الموضوع تكرر على مسمعي من قبل صديقاتي ولهذا قمت بذكرها، ويشددون ايضاً على فكرة الاقدام على إقامة علاقة صداقة مزيفة للمصلحة الخاصة، ونصيحتي الشخصية لك: استخدم خبرتك الاجتماعية التي اكتسبتها خلال الـ 12 سنة الفائتة، ولا تقوم بتكرار نفس الاغلاط التي قمت بها وإلا خسرت وقتك ومشاعرك .

 د. الاعتماد على النفس

وهذا احلى جزء في هذه التجربة، لأنه الاخطر! فأوصيك بأن تمسك العصا من المنتصف، بالطبع  "بتحلى الدنيا " بكونك المسؤول عن مالك ووقتك، ستكون مفاتيح السيارة بيديك وستبدأ بخط اولى خطواتك كشخص مستقل بكيانه، له افكاره وقراراته، لكن تذكر ان اي استقلالية دون الاستقلال المالي هي استقلالية مزيفة، وانت تقوم بالدراسة من اجل ان تتخرج وتستقل مادياً من خلال العمل؛ حتى تتمكن من مساعدة اهلك مادياً أو رد جزء من جميلهم أو لتكوين حياتك بشكل عام. فلا تركب موج الالتهاء المصاحب للجامعة، وركز في هدفك، في استغلال وقتك بالشكل المناسب لخدمة ماتدرسه، ابتعد عن "الطلعات" عديمة القيمة والهدف، ادخر مالك ليخدمك عند الحاجة أو شارك به في "جمعيات" فالاهم هو ان تكون ذكي في كل خطوة تقوم بها، وتذكر " انت/ انتِ قدها!"
وفي حال كنتم بحاجة للمساعدة توجد المكاتب الوسيطة مثل


لفهم التجربة الجامعية بشكل اعمق
 انصح بقراءة كتاب (عشرة امور تمنيت لو عرفتها قبل دخول الجامعة)

رابط للكتاب



حنان عطيه
لأي استفسار،إضافة تعقيب أو تصحيح
36ya377@gmail.com




  











تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة